تحميل كتاب الرسالة السلطانية PDF – جلال الدين السيوطي
تحميل كتاب الرسالة السلطانية PDF
تحميل كتاب الرسالة السلطانية PDF – جلال الدين السيوطي – فتنة السلطان من أعظم الفتن والبلاء التي تعرض للعالم في حياته، لذلك جاءت النصوص الشرعية وأقوال الأئمة تترى بالنهي الشديد عن الاقتراب من الحكام الظالمة، فضلاً عن مشاركتهم فيما هم فيه. قال الله تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”، قال الإمام البيضاوي: الركون هو الميل اليسير، أي لا تميلوا إليهم أدنى ميل فتمسكم النار بركونكم إليهم، وإذا كان الركون اليسير إلى من وجد منه ما يسمى ظلماً كذلك، فما ظنك بالركون إلى الظالمين الموسومين بالظلم، والميل إليهم كل الميل؟! وإذا اتبلي العالم بهؤلاء، وتعسر عليه الإنكار عليهم وقول كلمة الحق أمامهم، فلا ينزل عن مرتبة الاستنكار القلبي والبراءة من انحرافهم واعتزالهم، وذلك أضعف الإيمان.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيكون من بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع!” .. هذا ولما صار الغالب على أحوال السلاطين -بعد عصر الراشدين- الكثير من المساوئ، حتى لا يكاد مخالطهم يسلم من رؤية منكر لا يستطيع له تغييرا، أو ظلم لا يستطيع له رفعا، أو حق مسلوب لا يستطيع له ردا، اعتزل معظم العلماء الصادقين أهل السلطة أجمعين، من غير تفريق بين من قل جوره أو كثر، وذلك من باب الورع والاحتياط والأخذ بالأسلم وترك الشبهات.
ولم يرخص بعض الفقهاء في مداخلة السلاطين إلا على سبيل النصح لهم في الدين، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحوهم كما أمر بذلك سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. أما الدنو منهم مع السكوت والموافقة وربما مع التعاون على الإثم والعدوان، فهو الهلاك والخسران، فعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني وليست منه، وليس بوارد علي الحوض، ومن لمك يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض” .. قال الإمام ابن الجوزي: ومن تلبيس إبليس على الفقهاء: مخالطتهم الأمراض والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم مع القدرة على ذلك، وربما رخصوا لهم فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرضا، فيقع بذلك الفساد لثلاثة أوجه: الأول/الأمير: يقول لولا أني على صواب لأنكر علي الفقيه، وكيف لا أكون مصيبا وهو يأكل من مالي.
والثاني/العامي: أنه يقول لا بأس بهذا الأمير ولا بماله ولا بأفعاله، فإن فلانا الفقيه لا يبرح عنده. والثالث/الفقيه: فإنه يفسد دينه بذلك .. وخلاصة القول في هذه (المسألة السلطانية) ما قرره الإمام الغزالي في مستهل باب (مخالطة السلاطين) من كتاب (الحلال والحرام) حيث قال: أعلم أن لك مع الأمراء والعمال الظلمة ثلاثة أحوال: الحالة الأولى -وهي شرها- أن تدخل عليهم، والثانية -وهي دونها- أن يدخلوا عليك، والثالثة -وهي الأسلم- أن تعتزل عنهم فلا تراهم ولا يرونك. وإلى هذه الحالة نحا الإمام السيوطي فاعتزل السلطان الذي طلبه مرارا -وتحمل في ذلك العديد من المضايقات والضغوط والتهديدات، ولكنه ثبت وأعلن رفضه بكل جرأة عبر هذه (الرسالة السلطانية) التي أرسلها إلى السلطان، وضمنها -باختصار- حكم الدين في مسألة المجيء إلى السلاطين. وهي -على صغرها- رسالة جليلة القدر، وجديرة بالتعريف والنشر.
عبدالرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي من كبار علماء المسلمين. ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب من سنة 849ه في القاهرة، رحل أبوه من اسيوط لدراسة العلم واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، وكان سليل أسرة أشتهرت بالعلم والتدين، وتوفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيما، وأتجه إلى حفظ القرآن، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه.
كان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم الكمال بن الهمام الحنفي أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرا كبيرا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. وقام برحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي. ثم درس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأمل.
عاش جلال الدين السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، كان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخا واحدا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه “محيي الدين الكافيجي” الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عاما كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب “أستاذ الوجود”، ومن شيوخه “شرف الدين المناوي” وأخذ عنه القرآن والفقه، و”تقي الدين الشبلي” وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم “الكافيجي” أربعة عشر عاما وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (150) شيخا من النابهين في هذا العلم. ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء.
توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى 911 ه، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن بجواره والده في اسيوط وله ضريح ومسجد كبير باسيوط. وفي الصفحة 90 من الجزء الثاني من حفي هذه النسخة .. الآن مع تحميل كتاب الرسالة السلطانية PDF.
تحميل كتاب الرسالة السلطانية PDF – جلال الدين السيوطي
المؤلف | جلال الدين السيوطي |
عدد الصفحات | 64 |
سنة النشر | 2004 |
القسم | علوم إسلامية |
- موقع شبكة الكتب لـ قراءة وتحميل كتب PDF مجانية.
- تم جلب الكتاب من الإنترنت، والكثير منها ليس له حقوق ملكية.
- في حالة وجود حقوق ملكية لكتاب الرجاء التواصل معنا.
- نحن غير معنيين بالأفكار الواردة في الكتب المنشورة علي الموقع.